أبو عمرو مدير عام
عدد المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 09/02/2010
| موضوع: هذه جهنم الخميس فبراير 18, 2010 5:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد ....
هذه جهنم فالجنة والنار مخلوقتان موجودتان الأن بالفعل لا تبيدان ولا تفنيان!! وقد خلق الله الجنة والنار قبل أن يخلق الخلق فالجنة رحمة الله يرحم بها من يشاء من عباده ولقد خلق الله لكل منهما أهلا فمن دخل الجنة فبفضله ورحمته ومن دخل النار فبعدله وحكمته <<وما ربك بظلام للعبيد>>
وفي هذه السطور اطلالة على لنار –أعاذني الله واياكم من حرها ولهيبها!! ولكن قبل هذه الاطلالة دعني أسألك :أخي! هل وقفت يوما امام حريق مروع قد شب في بئر بترول او شب في بيت من بيوتنا؟! هل تعلم ايها المسلم أن هذه النار التي لايجرؤ انسان على أن يقترب منها انما هي جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم:
فقد قال صلى الله عليه وسلم ))ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم)) قالوا يارسول الله ان كانت وحدها لكافية! قال ((فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها)) هل تتصور أن النار قد اشتكت الى الله؟! ترى مم اشتكت؟! من شدة نارها ومن شدة لهيبها!! فقد قال صلى اللع عليه وسلم ((اشتكت النار الى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا! لفأذن الله لها بنفسين:نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من لحر واشد ما ترون من الزمهرير))
إن جهنم بحق-كما سماها الله في كتابه-دار البوار <<ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار>> وهذه الدار لها سبعة أبواب قال تعالى <<وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم>> أما سعتها فقد قال صلى الله عليه وسلم ((يؤتى يومئذ بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)) وأما عمقها وبعد قعرها فعن أبي هريرة قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة -صوت إصطدام وارتطام– فقال صلى الله عليه ((وسلم (تدرون ما هذا؟)) قلنا الله ورسوله أعلم قال ((هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الأن حتى أنتهى إلى قعرها))
وأما درجة حرارتها فليس معنا من أجهزة قياس درجات الحرارة ما نستطيع به أن نعرف كم درجة حرارة نار جهنم؟! ولكن حسبك ما مر بك من نار الدنيا مهما بلغت جزء من سبعين جزءا من نار الأخرة!! فقيسوا درجات حرارة نار الدنيا وزيدوا عليها سبعين ضعفا تعلمون كم تكون درجة حرارة النار في جهنم... والنار ليست طبقة واحدة وإنما هي دركات بعضها أسفل من بعض والله تعالى يقول <<إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار>>
والناس في جهنم يتفاوتون في العذاب قال صلى الله عليه وسلم ((منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته-أي وسطه-ومنهم من تأخذه إلى ترقوته–عنقه-)) واخف اهل النار عذابا أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم ((أهون أهل النار عذابا ابو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه)) وقال صلى الله عليه وسلم ((إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل-القدر- ما يرى أن أحدا اشد منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا))
وقد ذكر الله تعالى في القران الكريم طبقات النار فمنها لظى<<نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى>> ومنها سقر<<وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر>> ومنها الحطمة<<وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة>> ومنها الهاوية <<وما أدراك ما هي نار حامية>> ومنها جهنم<<إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مأبا لابثين فيها أحقابا>>
وأهل النار فيها لا يموتون... وإنما هم أحياء والحياة تستلزم أمور لا غنى عنها للحي فلا غنى للحي عن الطعام... ولا غنى له عن الشراب... ولا غنى له من اللباس... أما ثيابهم! فيا ترى من اي نسيج نسجت ثيابهم؟! أستمع لقوله تعالى يصف ثيابهم: <<وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران>> إن الثياب التي يدخلها النايلون تحترق إذا شمت رائحة النار فكيف بثياب من قطران؟! ويقول ربنا سبحانه وتعالى: <<هذان خصمان أختصما في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار>>
أما طعامهم فمن أطعمة اهل النار الزقوم وشجرة الزقوم كما وصفها الله <<طعام الأثيم كالمهل الذي يغلي في البطون كغلي الحميم>> ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم فأبلغ في الوصف إذ يقول ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لافسدت على أهل الارض معايشهم))فكيف بمن يكون طعامه؟! ومن اطعمة أهل النار أيضا الغسلين وهو ما يسيل من من جراحات أهل النار من دم وقيح وصديد قال تعالى <<ليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعاما إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون>> وكذلك الضريع وهو الذي قال الله عنه<<ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع>>
وأما الشراب فيشربون من الحميم وهو الماء الذي أشتدت درجة غليانه قال تعالى <<ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم>>... <<وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم>>... <<وإن يستغيثوا يغاثوا بماء بماء كالمهل يشوي الوجوه>> ولهم شراب اخر من نهر الغوطة أتدرون ما تهر الغوطة؟! إنه نهر يخرح من فروج المومسات-يؤذي أهل النار ريحه إن اهل النار إذا دخلوها أحاطت بهم من كل جانب فهي تغمرهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم- كما قال الله <<يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون>>... <<لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش>>... <<لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل>>...
وهم مع ذلك مقيدون بالسلاسل والأغلال فلا يستطيعون أن يدفعوا عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم: يقول تعالى: <<إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا>> ويقول <<خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه>> تجمع الأيدي إلى الأعناق والأرجل إلى القفا ثم يرمى بهم في جهنم فكيف يدفعون عن انفسهم العذاب؟ وفي ذلك يقول الله عز وجل <<لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون>> وفي النار يعظم جلد الكافر ويعظم جسده ليجد من شدة العذاب ما شاء الله وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ((ما بين منكبي الكافر في جهنم مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع)) ويقول: ((إن ضرس الكافر في النار مثل أحد وإن غلظ جلده اثنان وأربعون ذراعا وإن مقعده في جهنم كما بين مكة والمدينة))
وأهل النار يصيحون وينادون ويعلو صياحهم وعويلهم: يامالك قد حق علينا الوعيد! يامالك قد نضجت منها الجلود! يامالك أخرجنا منها فإنا لا نعود! تلك صيحاتهم وذاك عويلهم وصدق الله: <<ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون>>
إنه العذاب المهين ولا مناص!! وبعد... فتلك مشاهد من عذاب النار –في غاية الإيجاز والإختصار- أما غمومها وحسراتها ومحنها وأهوالها على التفصيل فشيئ لا نهاية له! ولا يحيط به لسان مهما أوتي من بلاغة وفصاحة وليس الخبر كالمعاينة! وأعاذنا الله من المعاينة! وإن أعظم الأمور وأشدها على أهل النار لهي حسرتهم على ما فاتهم من نعيم الجنة ورضوان من الله أكبر ... ومما يزيد في حسرتهم علمهم أنهم باعوا ذلك النعيم المقيم بثمن بخس: دراهم معدودة وشهوات حقيرة ودنيا فانية لا تعدو أياما قصيرة ومع قصرها وسرعة انقضائها فلقد كانت منغصة بالأكدار والأحزان والألام!! يقول الواحد منهم بلسان الحال ولسان المقال: واحسرتاه على عمري الذي ضاع مني!!في اي شئ أنفقته؟!في شهوات رخيصة!وجمع حطام فان ومنصب! ما كان أسرع زواله وانقضاءه!!
<<ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه>> <<يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا>> إخوتاه!! ليس بعد هذه الدار إلا الجنة أو النار! كما قال الله <<فريق في الجنة وفريق في السعير>>فانظر ياعبد الله!من أي الفريقين أنت؟! تقول: وكيف علمي من أي الفريقين انا؟! والجواب بين يديك: أنظر إلى نفسك! فإذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين مقامك؟! فإن كنت مقيما على الطاعة: فأبشر: <<فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى>> واما إن كنت مقيما على معصية الله: فيا حسرة على العباد! والنجاة النجاة <<وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى>> <<ولا يظلم ربك احدا>> وبقدر إخلاصك مع الله وصدق رغبتك فيما عنده سبحانه تكون معونة الله لك ويكون فضله عليك...
اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار... أمين وصلى الله على نبينا محمد وأله وصحبه وسلم
| |
|