تنتظرينه...أليس كذلك؟

تنتظرينه...أليس كذلك؟
تنتظرين تلك اليد الحانية التي تغمرك بالأمان
تنتظرين ذاك الوكر الذي ستكونين ربته
تنتظرين تلك النخلة التي تُسقِِط عليكِ ثمارها
تنتظرين ذاك الصبار الذي يتحمل أخطاءكِ ويعفو عنكِ
تنتظرين النور الذي سيرشدك إلي الله
تنتظرين يد العون في الخير
ويد المواساة في الحزن
ويد الأمن في الخوف
ويد القرب من الله في الجفاء
تنتظرين من لا يخاف في الله لومة لائم
من يحفظكِ بشرع الله ويصونك
من يعلم قيمة الدرة التي يحملها
من يعاشركِ بالمعروف ويتقِ الله فيكِ
تنتظرين من يكون حليما في غضبه
بشوشا في راحته
تنتظرين من لا ينسي بيته ولا أولاده حتي في أحلك الأوقات من حياته
تنتظرين من اذا وجد فيكِ عِوجا قومه,
تقصيرا عوضه،
جهلا قتله،
تكبرا كسره
ثم
...
...
...
تفركين عينيك وتنتفضين فجأة قائلة
لا لا ليس من البشر من أتمناه
لقد انتهي زمن هؤلاء الرجال
وتحزنين وتتملكك الهموم والمشاغل عن الرجل الذي ستهبينه نفسك وتضعين حياتك فرشا لراحته
ولم تتوقعي يوما أنه بين البشر
وإن كان نادرا
وإن توقعتِ فلم تسألي نفسَكِ
...
...
...
إلي من سيذهب يا تُري؟؟؟
هل إلي تلك الفتاة التي رفعت رايات العصيان
وعزمت علي ألا تتبع إلا هواها؟
تلك الفتاة التي قضت عمرها بين الأسواق والموديلات والأغاني والمسلسلات ودور السينما والملاهي؟
تلك الفتاة التي لا تعرف إلا ((هل هذا يعجب الناس أم لا؟ هل هذا يزيدني أناقة أم لا؟ هل هذا يلفت النظر إلي أم لا؟))
تلك الفتاة التي قالت لكل شريف لا, في حين أخضعت رقابها لكل خسيس دنيء؟
هل هذه من يستأمنها علي ولده وماله وعِرضه؟
هل هذه ذات الدين التي أوصاه المصطفي – صلي الله عليه وسلم - بالظفر بها؟
فالإجابة دون أدني شك
لا وألف لا
فأين تلك الضائعة من الصوامة القوامة القائمة علي حدود الله؟
أين تلك من التي وهبت قلبها وروحها ومحياها ومماتها لله – جل في علاه -؟
أين تلك التافهة من صاحبة الهمة العالية التي غارت منها الحويراء؟
ولا تَخفي عليكِ الحويراء في وصفها وحسنها
فممن غارت هذه الحسناء التي يتهافت الصالحون عليها؟
لقد غارت من التي سبقتها بالطاعة
غارت ممن حرمت نفسها راحة الدنيا لتحظي من الله بالراحة السرمدية
غارت ممن كانت همها الأول والأخير رضا مولاها ولا غير.
غارت من تلك التي حظيت بمكان عند ربها وأُعِدَّت لها القصور والتيجان تختار منها كيف شاءت.
غارت ممن أنزل الله باسمها سورة كاملة في محكم تنزيله
غارت من تلك التي ترفعت عن الشهوات والمتع الزائفة لتلقي الله وهو عنها راض وقد نظر إليها نظرة رضا لايسخط عليها بعدها أبدا.
فبالله عليكِ من يختار ذاك الخاطب؟
مؤكد سيختار من وصفها له الحبيب – صلي الله عليه وسلم –
اذا نظر إليها سرته
وإن أمرها أطاعته
وإن غاب عنها حفظته في ماله وعِرضه
وهذه الهمسة مني إليكِ
من أرادت عليا فلتكن فاطمة

حقا مجهود رائع
جزاكم الله كل خيرا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص القبول

اللهم اغفر لي ما لا يعلمون واجعلني خيرا مما يظنون
جزاكم الله خيرا علي المرور الطيب