أمة الله مشرفة روضة الأخوات
عدد المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 09/03/2010
| موضوع: متي يعود الغريب؟ الخميس أبريل 08, 2010 7:35 am | |
| أمام برعمة صغيرة مثقوبة الجسد أو محرقة الأطراف, أو صغير تائه يبحث عن أبيه وأمه والرعب يملأ عينيه, أو شريفة تساق مدفوعة إلي ذئاب العفة رغما عنها وهي تصيح, أو عجوز نائحة ثكلي فقدت أولادها وقد تعفرت من أطلال بيتها الذي هدموه فوق رأسها:لا بد لنا من وقفة مع النفس أمام مشاهد العدوان علي أهل الإيمان قبل أن ينتهي من عالم الشعور كل شيء بمجرد الإحساس بالشفقة والعطف ومصمصة الشفاة وتقليب العينين.يا بنت الإسلام......... أنتِ واحدة من أفراد تلك الأمة, وهؤلاء الذين تشفقين عليهم إخوانك من أهل الإسلام كذلك, فهل ما تزالين بعد هذه المشاهد تؤثرين الانفصال والهجر والقطيعة؟!.أيتها العضوة الشاردة: أنتِ واحدة من هذه الأمة التي هي ( خَيْرَ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ ).أيتها المهاجرة: أما تحنين إلي أصلك, إلي أمتك التي هي في النسب صلة ورحما أوثق من أمك؟قد لا تشعرين الآن بالحنان, لأنكِ اخترتِ القطيعة و قررتِ الانفصال منذ زمن, فعلمك البعد القسوة, وعودتكِ الغربة الجفاء.لكن أمتك لا تزال تبحث عنكِ, قد بُحَّ صوتها من دعائك والنداء عليكِ, وأنتِ شاردة بعيدة, هاجرة عنيدة, أمتك تنتظر رجوعك, تتمني عودتك, تفتح لكِ ذراعيها لتستقبل أعز الناس عليها, أنتِ يا بنت الإسلام. مهما كان هجرك وعقوقك لها فهي بكل الشوق والحنين تنتظرك, أما قلت لك أنها أم, عاطفة الأمومة عندها حية تنبض. فعودي قبل ألا تستطيعي أن تعودي!نعم.....قد يأتي الوقت الذي لا تستطيعين فيه أن تعودي إلي أمتك, ولا أقصد الموت فحسب وإنما أقصد ذلك الوقت الذي تكونين فيه بعافيتك وإرادتك ولا تستطيعن فيه العودة, تتمنين أن لو كنت في كنف تلك الأم الحانية, ولا تتمكنين من ذلك, لأن بحار المحن حينئذ تموج بالناس موجا حتى تبلعهم في ظلماتها فهم فيها مغرقون, وأفران الفتن تصهرهم وهم فيها يتضاغون وقد لا يخرجون.وقتها.....تتمنين أن لو كنتِ في حضن تلك الأم الرءوم وتضمك إلي صدرها وقت هذه المخاوف والمحن, وحينئذ تحاولين العودة إليها بعد أن آثرتِ الغربة والجفاء قبل ذلك ولكن لا تملك الأمة حينئذ أن تضمك إليها حتي لا تضيّع من هم بين يديها ممن برهنوا بولائهم علي حبها فارتموا في حضنها قبل ذلك الوقت, وتري الأمة هؤلاء الذين يصارعون أمواج المحن, ويصرخون من لهيب الفتن, فتتحامل علي نفسها وتغمض عينيها خافضة رأسها, ولن تجود حينئذ إلا بالدموع.فهل أدركنا قيمة الوقت فأسرعنا بالعودة إلي أمتنا...إلي ديننا وشرعتنا...بعد غربة شديدة وبعيدة, واستجبنا لندائها بعد هجر وقطيعة؟قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم – (( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ)).] صحيح البخاري (459) [فلا قيمة لحجر سقط من جدار أو لم يشترك أصلا في البناء, وقيمة الحجر أن يكون وسط بقية الأحجار يرتفع به وبغيره البنيان فنجده قويا متماسكا يشد بعضه بعضا.لكن طالما بقي الحجر خارج البناء وارتضي لنفسه الانعزال والانفصال فإنه مهما كبر حجمه أو ثقل وزنه لا بد وأن يحمله السيل أو تحركه الريح, ومصيره الإهمال والضياع.قال تعالي: }يَآ أَيُّهَا الْذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلِّهِ وَلِلِّرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأنَّهُ إِلْيهِ تُحْشَرُونَ{(الأنفال 24)كتب هذا المقال أ.حسين الدسوقيأحبكن في الله | |
|